الإمارات تستثمر 50 مليار يورو في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي بفرنسا
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن خطة استثمارية طموحة بقيمة 50 مليار يورو لتطوير مراكز بيانات متخصصة في الذكاء الاصطناعي داخل فرنسا وتأتي هذه المبادرة في إطار شراكة استراتيجية بين البلدين، تهدف إلى تعزيز قدرات الحوسبة الفائقة، وتطوير رقائق أشباه الموصلات، ودعم الكوادر المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
جاء هذا الإعلان خلال لقاء رفيع المستوى جمع بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قبيل انعقاد قمة الذكاء الاصطناعي في باريس المقررة في 10 و11 فبراير ويأتي الاستثمار في توقيت استراتيجي، حيث تسعى فرنسا لترسيخ مكانتها كمركز عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، مستفيدة من الاستثمارات الأجنبية لدعم بنيتها التحتية التكنولوجية.
أهداف الشراكة بين الإمارات وفرنسا
بحسب البيان المشترك بين البلدين، تهدف هذه الشراكة إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية:
- تطوير مراكز بيانات متقدمة توفر بيئة مناسبة لمعالجة البيانات الضخمة وتحليلها.
- استثمارات مشتركة في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الابتكار في مجالات مثل التعلم العميق والأتمتة.
- تأمين رقائق أشباه الموصلات المتطورة لتلبية الطلب المتزايد على الحوسبة عالية الأداء.
- إنشاء “سفارات بيانات افتراضية” لتعزيز بنية الحوسبة السحابية وحماية البيانات الحساسة.
- تدريب المواهب وتعزيز المهارات التقنية عبر برامج متخصصة لتأهيل الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي.
يمثل هذا الاستثمار فرصة ذهبية لفرنسا لتعزيز مكانتها كقوة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الحكومة الفرنسية إلى تطوير 35 موقعًا جديدًا لمراكز البيانات في أنحاء البلاد، مما سيسهم في تحسين قدرات الحوسبة والتخزين السحابي، ودعم الابتكار التكنولوجي.
كما يأتي هذا التعاون في وقت تتزايد فيه المنافسة بين الدول على قيادة الثورة الرقمية، حيث يشهد العالم تحولات سريعة في مجالات الذكاء الاصطناعي، ما يجعل تعزيز الاستثمارات التكنولوجية أمرًا ضروريًا لمواكبة التطورات المتسارعة.
من المقرر أن يتم الكشف عن تفاصيل توزيع الاستثمارات في قمة “Choose France”، التي تُعقد سنويًا بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية ودعم الاقتصاد الفرنسي وستكون هذه القمة فرصة لعرض الخطط المستقبلية لهذا التعاون، وتسليط الضوء على دور الإمارات كأحد الشركاء الرئيسيين في تعزيز الابتكار الرقمي عالميًا.
يعكس هذا الاستثمار الإماراتي الضخم التزام الدولة بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والمساهمة في بناء مستقبل رقمي أكثر تقدمًا ومن المتوقع أن تُسهم هذه الشراكة في إحداث نقلة نوعية في البنية التحتية التكنولوجية لفرنسا، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، مما يمهد الطريق لمزيد من الابتكارات والتطورات التقنية في المستقبل.