الاستخدام المكثف يدفع DeepSeek إلى تقييد خدماتها مؤقتًا
واجه العديد من المستخدمين صعوبات كبيرة في الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة DeepSeek الصينية خلال الأيام الماضية، حيث أعلنت الشركة عبر موقعها الرسمي أن هذه المشكلات ناجمة عن الضغط الهائل على خوادمها بسبب الإقبال الشديد على خدماتها، مما اضطرها إلى تقييد الوصول إليها بشكل مؤقت وتزامن ذلك مع قرارها بإيقاف إعادة شحن أرصدة واجهة برمجة التطبيقات (API) لمنع المزيد من التحميل على بنيتها التحتية، موضحة أن المستخدمين الذين يمتلكون أرصدة حالية يمكنهم الاستمرار في استخدامها دون أي قيود، فيما أكدت أن هذه الإجراءات تهدف إلى الحفاظ على استقرار الخدمة.
ورغم تأكيد الشركة أنها تعمل على حل المشكلات، إلا أنها لم تحدد جدولًا زمنيًا واضحًا لاستعادة الخدمات بالكامل، مما جعل المستخدمين في حالة ترقب وسط غياب أي معلومات دقيقة حول المدة التي ستستغرقها الإصلاحات.
هذه الأزمة ليست الأولى التي تواجهها DeepSeek، حيث سبق أن تعرضت الشركة لهجمات إلكترونية من نوع DDoS عند إطلاق خدماتها لأول مرة، وهي هجمات تهدف إلى إغراق الخوادم بعدد هائل من الطلبات لتعطيلها، مما دفعها حينها إلى تقييد تسجيل المستخدمين الجدد بشكل مؤقت لكن الوضع الحالي يبدو مختلفًا، إذ لا يتعلق بمشكلات أمنية، بل بالإقبال المتزايد على نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، والتي تحظى بشعبية كبيرة نظرًا إلى كفاءتها العالية وأساليب تدريبها الفريدة التي تجعلها أقل استهلاكًا للموارد مقارنة بالمنافسين.
وتعتمد DeepSeek على طريقة التقطير (Distillation) بدلاً من استخدام البيانات الأولية بشكل مباشر، مما يجعل نماذجها أكثر كفاءة من حيث الأداء والتكلفة وقد صرّحت الشركة سابقًا بأنها أنفقت 6 ملايين دولار فقط على تدريب نموذجها، إلا أن تقارير حديثة أشارت إلى أن الرقم الحقيقي قد يصل إلى 16 مليار دولار، مما يثير تساؤلات حول مدى دقة الأرقام التي تعلنها الشركة بشأن استثماراتها.
في ظل غياب أي حلول فورية، سيحتاج المستخدمون إلى الانتظار حتى تتمكن DeepSeek من تعزيز بنيتها التحتية وتوسيع قدرتها الاستيعابية لتجنب تكرار مثل هذه الأزمات، خاصة مع التنافس المتزايد في سوق الذكاء الاصطناعي والطلب المتنامي على حلول أكثر تطورًا وموثوقية.