ميتا تستعد لاستثمارات ضخمة في الواقع الافتراضي والنظارات الذكية
تواصل ميتا تعزيز استثماراتها في مجال الواقع الافتراضي والنظارات الذكية، حيث تشير التقارير إلى أنها قد تنفق ما يصل إلى 100 مليار دولار خلال العام الجاري لتطوير هذه التقنيات وعلى الرغم من أن الشركة استثمرت بالفعل أكثر من 20 مليار دولار في قسم Reality Labs العام الماضي، فإنها لم تحقق بعد العوائد المالية المتوقعة، إلا أن بعض المؤشرات تعكس تقدمًا واضحًا في هذا القطاع الناشئ.
نظارات ميتا الذكية، مثل Ray-Ban وQuest VR، بدأت تكتسب زخمًا في السوق، حيث تمكنت الشركة من بيع أكثر من مليون وحدة من نظارات Ray-Ban الذكية، وهو إنجاز مهم لمنتج لا يزال في مراحله الأولى ورغم أن هذا الرقم لا يقارن بمبيعات الهواتف الذكية، فإنه يعكس اهتمامًا متزايدًا بهذه الفئة من الأجهزة التي قد تشكل مستقبل الحوسبة الشخصية تسعى ميتا إلى جعل هذه النظارات بديلًا محتملاً للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، مع التركيز على تقديم تجربة واقع مختلط أكثر تطورًا واندماجًا في الحياة اليومية للمستخدمين.
لكن التحديات المالية لا تزال قائمة، حيث سجل قسم Reality Labs خسائر تشغيلية بلغت 177 مليار دولار العام الماضي، بزيادة 10% مقارنة بالسنة السابقة، فيما لم تتجاوز إيراداته 21 مليار دولار ومع ذلك، فإن ميتا لا تبدو مترددة في مواصلة تطوير تقنياتها، إذ تعمل حاليًا على نماذج جديدة من النظارات الذكية، بما في ذلك إصدار متطور من نظارات Ray-Ban مع شاشة مدمجة، إلى جانب نموذج آخر مصمم خصيصًا للرياضيين.
وفي ظل المنافسة المتزايدة، تسعى ميتا إلى ترسيخ مكانتها في سوق الواقع الممتد، حيث تعمل شركات أخرى مثل آبل وسامسونج وجوجل على تطوير تقنيات مشابهة وقد طورت جوجل نظام Android XR المخصص لأجهزة الواقع المعزز والافتراضي، بالتعاون مع سامسونج التي تخطط لإطلاق نظاراتها المعتمدة على هذا النظام خلال العام الجاري أما آبل، فقد قدمت نظارة Vision Pro التي لم تحقق بعد المبيعات المتوقعة وفقًا للتقارير الأخيرة.
يبدو أن ميتا تراهن على المستقبل، حيث ترى في تقنيات الواقع المختلط فرصة لإعادة تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع العالم الرقمي، وهو ما قد يجعلها في موقع ريادي إذا تمكنت من تحقيق التوازن بين الابتكار وتحقيق الأرباح في هذا القطاع الواعد.